تشكل المؤشرات العالمية مرآة لحالة الأسواق المالية واقتصادات الدول، فهي تجمع أداء أكبر الشركات المدرجة في كل منطقة لتمنح المستثمرين نظرة شاملة على الاتجاه العام للسوق. تداول المؤشرات أصبح وسيلة مفضلة لدى العديد من المتداولين بفضل تنوعها وارتباطها الوثيق بعوامل اقتصادية عالمية مثل النمو، والتضخم، والسياسات النقدية. فهم طبيعة هذه المؤشرات وأهم مكوناتها يساعد المستثمر على بناء استراتيجيات تداول أكثر توازنًا وتنوعًا.
مؤشر S&P 500 الأمريكي
يعد مؤشر S&P 500 من أبرز المؤشرات في العالم، إذ يضم 500 من أكبر الشركات الأمريكية المدرجة في بورصة نيويورك وناسداك. يمثل المؤشر نحو 80% من القيمة السوقية الإجمالية للأسهم الأمريكية، مما يجعله مقياسًا رئيسيًا لصحة الاقتصاد الأمريكي. الشركات المدرجة تشمل أسماء مثل أبل، مايكروسوفت، وألفابت (غوغل). تأثر المؤشر الكبير بأسعار الفائدة وسياسات الاحتياطي الفيدرالي يجعل مراقبته ضرورية لكل متداول يسعى لفهم الاتجاه العام للأسواق العالمية.

مؤشر ناسداك 100
يركز مؤشر NASDAQ 100 على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل أمازون، تسلا، وميتا (فيسبوك سابقًا)، ويُعتبر مقياسًا لأداء قطاع الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي. يتميز المؤشر بتقلبات مرتفعة نسبيًا مقارنة بمؤشر S&P 500، مما يخلق فرصًا كبيرة للمتداولين في الأجل القصير. أي تطور في مجالات الحوسبة السحابية أو أشباه الموصلات ينعكس بسرعة على حركة هذا المؤشر.
مؤشر داو جونز الصناعي
مؤشر داو جونز (Dow Jones Industrial Average) هو أحد أقدم المؤشرات المالية في العالم، يضم 30 شركة أمريكية كبرى تمثل قطاعات متعددة مثل الصناعة، الطاقة، والتكنولوجيا. رغم أن عدد الشركات فيه أقل من S&P 500، إلا أنه يُعتبر مرجعًا تقليديًا لحالة الاقتصاد الأمريكي العام. المستثمرون غالبًا ما يراقبون التفاعل بين داو جونز وناسداك لتحديد ما إذا كان السوق في مرحلة نمو متوازن أو في حالة تركّز على التكنولوجيا.
مؤشر FTSE 100 البريطاني
في أوروبا، يُعتبر مؤشر FTSE 100 الممثل الرئيسي لبورصة لندن، إذ يضم أكبر مئة شركة من حيث القيمة السوقية مثل BP وUnilever وHSBC. المؤشر يتأثر بقوة بتقلبات الجنيه الإسترليني وأسعار السلع العالمية، نظرًا لاعتماد العديد من الشركات البريطانية على الصادرات والطاقة. لذلك، يُستخدم كمؤشر على الاتجاه العام للاقتصاد البريطاني وموقف المستثمرين من المخاطر العالمية.
مؤشر DAX 40 الألماني
يضم مؤشر DAX 40 أبرز الشركات الألمانية مثل فولكسفاغن، باير، وسيمنز. يُعد المؤشر مرآة للاقتصاد الصناعي في منطقة اليورو، ويتأثر بشدة بأسعار الطاقة وسلاسل التوريد العالمية. بعد تحديثه ليشمل 40 شركة بدلًا من 30، أصبح المؤشر أكثر تنوعًا واستقرارًا، وهو أداة رئيسية للمتداولين الذين يراقبون اقتصاد الاتحاد الأوروبي.
مؤشر CAC 40 الفرنسي
يُمثل مؤشر CAC 40 بورصة باريس ويضم كبريات الشركات الفرنسية مثل لوي فيتون، توتال إنرجيز، وسانوفي. يلعب قطاعا الرفاهية والطاقة دورًا كبيرًا في تحركاته، كما يتأثر بالعلاقات التجارية داخل منطقة اليورو. كثير من المتداولين يستخدمون CAC 40 إلى جانب DAX 40 لتقييم الاتجاه العام للأسواق الأوروبية القارية.
مؤشر نيكاي 225 الياباني
يُعتبر مؤشر Nikkei 225 المعيار الرئيسي لبورصة طوكيو، ويضم شركات صناعية وتكنولوجية مثل تويوتا وسوني وهوندا. تأثر المؤشر بأسعار الين الياباني يجعل مراقبته مهمة للمستثمرين العالميين، لأن ضعف الين عادة ما يدعم أرباح الشركات المصدّرة وبالتالي يدفع المؤشر إلى الارتفاع. كما أن سياسات بنك اليابان النقدية ذات الفائدة المنخفضة تضيف بعدًا فريدًا لحركته مقارنة بالمؤشرات الغربية.
مؤشر Hang Seng الصيني
أما في آسيا، فيبرز مؤشر Hang Seng في هونغ كونغ كمقياس رئيسي لأداء الشركات الصينية الكبرى المدرجة دوليًا، مثل Alibaba وTencent. المؤشر حساس للتغيرات في السياسة الصينية، والتنظيمات الحكومية، والتوترات التجارية مع الغرب. ومع ازدياد انفتاح السوق الصينية، أصبح Hang Seng أداة رئيسية للمتداولين الباحثين عن فرص في الاقتصاد الآسيوي سريع النمو.
تداول المؤشرات عبر عقود الفروقات
تداول المؤشرات لا يتطلب شراء جميع الأسهم المكونة لها، بل يمكن الاستفادة من تحركاتها من خلال عقود الفروقات (CFDs)، وهي أداة مالية تتيح المضاربة على ارتفاع أو انخفاض قيمة المؤشر دون امتلاكه فعليًا. هذا الأسلوب يمنح المرونة لإدارة المخاطر وتنويع المحفظة بين أسواق متعددة مثل أوروبا، أمريكا، وآسيا. العديد من المتداولين يعتمدون على عقود الفروقات ADSS لما توفره من سيولة عالية وتنفيذ سريع وأدوات تحليل تساعد في فهم ديناميكيات المؤشرات الكبرى حول العالم.
من خلال متابعة هذه المؤشرات بانتظام، يمكن للمتداول بناء رؤية شاملة حول الحالة الاقتصادية العالمية والتفاعل بذكاء مع الأحداث التي تشكل الأسواق المالية يومًا بعد يوم.
